تأمل “ادولف هتلر” وجة رفيق كفاحه “هيرمان جورنج” وهو يفكر في قرارة نفسة “سيعيش خنزيرا ويموت خنزيرا لا يفقه شيئا في الفن …”
– “ادولف فقط اسمع وجهة نظري … المصريون موافقون بشكل مبدئي علي عقد معاهدة صداقة مع ألمانيا فقط لو أرجعنا لهم تمثالا قديما يرونه مهما … بالتأكيد أنت تعلم اكثر مني أهمية قناة السويس الاستراتيجية، لو قامت الحرب بيننا وبين انجلترا وسيطرنا علي القناة لتمكننا من تمزيق الامبراطورية البريطانية اربا – لن يستطيعوا الوصول للهند ولا استراليا ولا حتي بقية شرق اسيا! بعد الحرب يمكننا ارغام المصريين علي اعادة التمثال لو كان مهما لك بهذا الشكل ..
الأهم من كل هذا هو انني اصدرت اوامري ل”فون ستوهرر” سفيرنا المعتمد لمصر بموافقة الرايخ علي اعادة التمثال لمصر يوم عيد جلوس الملك فؤاد والمصريون بدأوا فعلا في الاستعداد وسيكون موقف الرايخ حرجا لو تراجعنا و …”
– “قلت لك قراري، نفرتيتي لن تعود – انتهي النقاش”
التمثال لن يعود
صمت “جورنج”، هو يعلم طباع “ادولف” جيدا منذ اكثر من ١٠ أعوام، ويعلم كذلك انه لو الح سيزداد عنادا وربما ينفجر غاضبا كعادته عند اي مناقشه. يعرف جيدا ان هتلر بدأ حياته العملية في “فيننا” كرسام الا ان كبار الفنانين وقتها اعتبروه رساما فاشلا بلا إي موهبة مما حدا به ان يتوجه للعمل السياسي (* حقيقة) فلم يجد بدا من ان يلملم اوراقه في حنق ويؤدي التحية قبل ان يخرج. لم يأبه “هتلر” برد التحية اذ بدا منهمكا في قراءة بضع أوراق علي مكتبة … بعد خروج “جورنج” من المكتب رفع رأسه ثم تناول مجلدا فخما وأخذ يدون فيه الكلمات التالية:
انني اعرف هذا التمثال جيدا، رأيته .. ووقفت مشدوها أمامه مرات عديدة وكل مرة تمكنت نفرتيتي من ان تبهرني. التمثال عبارة عن تحفة فريدة، لا بل كنز لا يقدر بثمن! انني اعلم جيدا ما علي فعلة، سأبني متحفا مصريا هنا في “جيرمانيا”
(ملحوظة من الكاتب: هتلر كان مقررا بعد الحرب ان يعيد تسمية مدينة برلين لجيرمانيا وكتب عنها يصفها باستفاضة، حتي انه جعل البرت شبير يصنع نماذج كاملة للمدينة في مكتبه) اكاد اتخيل كل جنبات وتفاصيل هذا المتحف، ستعلوه قبة ضخمة يراها كل سكان برلين، وتحت هذه القبة ستكون القاعة الرئيسية وفي منتصف هذه القاعة بالضبط سأضع – لا بل سأتوج – هذا التمثال وسيكون وحيدا في القاعة! (كتب هتلر هذه الكلمات فعلًا)
ابلاغ الحكومة المصرية
وبالفعل، كلف “فون ستوهرر” بإبلاغ الحكومة المصرية بتراجع ألمانيا عن إعادة تمثال نفرتيتي، وأعرب عن أملة ان تنظر مصر في توقيع اتفاقية صداقة مع ألمانيا بغض النظر، وكان رد الحكومة المصرية بليغا حقا اذ امرت بطرد السفير الألماني بعد بضع أسابيع! (*حقيقة). لكن “هتلر” لم يكترث ..
أما عن الرأس فعرضت في متحف ال”نيوس” (وترجمته المتحف الحديث) في قلب العاصمة برلين وتم الاحتفاء بالملكة فأعيد تزيين المتحف كلة بموتيفات وحروف هيروغليفية وكذلك أشكالا فرعونية عديدة كما جرت العادة وقتها. وعند قيام الحرب تم حفظ اغلب المجموعة المصرية في مناجم تحت الأرض – ومنها رأس نفرتيتي – حتي انتهاء العمليات واستسلام ألمانيا ..
وهنا تجددت الآمال المصرية في استعادتها وبدأت مخاطبة الحكومة البريطانية والتي درست الموضوع الا انها افادت بعدم اختصاصها اذ ان القطعة اخرجت من مصر بشكل قانوني لكنها اقترحت ان تخاطب مصر الفرقة الأمريكية المعروفة بإسم رجال الآثار
ودرست قيادة الفرقة الموضوع أيضا لكنها أوضحت ان اختصاصها اعادة التحف التي سرقها النازي اثناء فترة حكمة وبما ان الرأس أتت لألمانيا في عهد سابق فلا يمكنهم التدخل. وهكذا كان علي مصر ان تنتظر سنوات اخري – تحديدا حتي عام ١٩٥٢ مع قيام الثورة ولكن هذا فصل اخر …
محب رزق الله
يمكنك متابعة باقي فصول المقال من المقال من الروابط التالية: