قصة رأس نفرتيتي – الفصل الأول

32

مقدمة

في أغلب الأحيان نظن ان البشر هم ابطال كل القصص، سواء بالخير أو بالشر .. لكن احيانا ربما تكون للجماد قصته الخاصة به، ولو تكلم الجماد لسمعنا اغرب الحكايات وأعجبها! اليوم نسوق قصة “قطعتين” ونروي أحداثا جسيمة ربطتا بين مصر وألمانيا تاريخيا ولعبت هاتان القطعتان دور البطولة فيها …

قصة رأس نفرتيتي - الفصل الأول

الفصل الأول

تأمل الجنرال “فون براوشيتش” عصا الماريشالية الخاصة به في حسرة داخل خيمته، أصوات انفجارات المدفعية السوفياتية الثقيلة في الأفق البعيد عالية جدا، لكنه لا ينصت اليها، فعقله مشغول بالماضي … ما الذي اتي به الي هذا المكان اللعين؟!
يتذكر كيف ترقي بمجهوده الذاتي حتي حصل علي رتبة جنرال في الجيش الألماني -وهو غير هؤلاء المهرجين الذين عينهم “هتلر” فيما بعد … تذكر كيف كان والدة وجدة النبلاء قبلا ضباطا في الجيش أيضا وكيف انتصر علي أعداء ألمانيا في معارك سيخلدها التاريخ في الحرب العظمي الأولي .. وتحسس أوراق البلوط الذهبية التي تزين ياقته وادرك انها -وربما لأول مرة منذ ان ارتداها – تخنقه .. وعاودت عينية التطلع لعصا الماريشالية وما تمثله وتذكر قصتها معه وكيف حصل عليها …
 
قصة رأس نفرتيتي - الفصل الأول

يوليو 1940

العصا يبلغ طولها ٥٠ سم وقطرها ٣،٥ سم، مصنوعة من الفضة ومغطاة بالمخمل الأحمر الفاخر، تحتوي علي ٢٠ نسرا ألمانيا وكذلك ٢٠ صليبا معقوفا في تبادل جميل وجميعها مصنوع من الذهب الخالص، الطرفان يحملان حلقتان من الفضة منقوش عليهما اسم صاحبها والتاريخ بالذهب أما القاعدتان فمصنوعتان أيضا من الذهب ويحملان شعارا النسر والصليب النازي، صنعت علي يد امهر صاغة اوروبا وتكلفت حوالي ٦،٠٠٠ مارك (حوالي ٣٥ الف دولار أمريكي بمقاييس اليوم) … هذه العصا تمثل قمة المجد وحلم كل ضابط في القوات المسلحة الألمانية، الجيش الذي لا يقهر الذي انتصر علي اعتي جيوش أوروبا في أسبوعين فقط و …

قصة رأس نفرتيتي - الفصل الأول
يقطع حبل افكار المارشال دخول ياورة الخاص والذي يؤدي التحية النازية “هايل هتلر ماين فيلد مارشال!” ويسلمه إشارة جديدة من برلين ثم ينصرف، يفضها “فون براوشيتش” ويقرأ محتوياتها المقتضبة ثم تبدأ أصابعه في الإرتجاف: “بعد مشاورات دقيقة وتقييم عملي لأدائكم في مسرح العمليات الروسي، قررنا إعفائهم من منصبكم فورا ودون إبطاء وتسليم انفسكم للخدمة في صفوف ضباط الاحتياط – التوقيع: ادولف هتلر”
 
تموج الدنيا بالفيلد مارشال وتمتد يده ببطء للعصا الفاخرة، تتحسسها لحظات ثم يغلق الصندوق ….
 
قصة رأس نفرتيتي - الفصل الأول

فيما بعد، سيعود “فون براوشيتش” لدارة ولن يري وجة “هتلر” مرة ثانية قط، بعد سقوط ألمانيا تأتي قوات الحلفاء وتقبض علي الرجل العجوز وتدعه في معسكر اعتقال في “ويلز” بالجزر البريطانية، ويتوفي عن عمر ٦٧ عاما في ١٩٤٨ من مضاعفات نزلة شعبية حادة دون ان يعلم ان عصاه العزيزة الآن في حوزة ملك مصر، فاروق الأول!

نهاية الفصل الأول
محب رزق الله
قصة رأس نفرتيتي - الفصل الأول

قصة رأس نفرتيتي - الفصل الأول
قصة رأس نفرتيتي - الفصل الأول
Previous articleطابع بريدي تحت عنوان ’القدس عاصمة فلسطين
Next articleطبعه جديده من فئه المئة دولار استرالي