في عام ١٣٠ بعد الميلاد كان الامبراطور الروماني هادريان في زيارة لمصر ضمن جولة واسعة النطاق يطوف خلالها على الأجزاء الشرقية من امبراطوريته ، و بطبيعة الحال اصطحب هادريان معه غلامه “المفضل” أنطينوس ، و قد شاءت الأقدار أن يغرق الغلام في نهر النيل و يحزن الامبراطور حزنا شديدا ، هنا يقرر هادريان تشييد مدينة على ضفاف النيل تحمل اسم “أنتينوبوليس” تخليدا لذكرى محبوبه ، بل و ذهب لأبعد من ذلك حين قام بتأليه الغلام و جعله معبودا لتلك المدينة التي تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل جنوب ملوي بمحافظة المنيا وتعرف الآن بموقع الشيخ عبادة ، على كل حال ما يعنينا هنا أن هادريان لم يكتف بتشييد مدينة باسم غلامه و لكنه أمر بوضع اسم أنطينوس و تصويره على السكة المصرية في هيئة مؤلهة ..
نعرض هنا إصدارا برونزيا للاسكندرية من فئة دراخم ، نرى على الوجه تصويرا جانبيا لأنطينوس و مكتوب على الهامش
ANTINOOV – HPⲰOC ( أنطينو – البطل )
أما على الظهر فنرى تصويرا لأنطينوس في هيئة هيرميس ، يمتطي حصانا و يحمل كاديسيوس – عصا هيرميس – و مدون على الهامش سنة السك LΙΘ أي السنة التاسعة عشر من حكم الامبراطور و التي توافق ١٣٥/١٣٤ بعد الميلاد.
نرى بوضوح ما يكفي من السمات التي تقودنا لتصنيف تلك الاصدارات كنقود أشبه بالتذكارية كان الهدف منها دعائيا ، و جدير بالذكر أن عبادة أنطينوس انتشرت في أجزاء واسعة من الامبراطورية و لم تكن دار السك السكندرية هي الوحيدة التي ضربت له نقودا تذكارية
مدينة أنتينوبوليس
كانت مدينة أنتينوبوليس على الجانب الشرقي من نهر النيل جنوب ملوي في محافظة المنيا. وتسمى الآن بالشيخ عبادة لقربها من هذه المدينة. ويوجد بها أثار من زمن رمسيس الثاني قبل بناء المدينة على يد هادريان. وبنى رمسيس الثاني معبدًا في أنتينوبوليس لنفسه. لا نعرف ما إذا كانت هناك أشياء قبل رمسيس الثاني.
لمزيد من الموضوعات المشابهة يمكنك تصفح موقع المقتني العربي من خلال الرابط التالي:
