كحك بالدنانير

هل بالفعل كان هناك كحك بالدنانير؟

أنشأ الفاطميون بالقاهرة دارًا مخصصة لصناعة الكعك سميت بدار الفطرة ، كانت بجوار القصر الكبير قبالة باب الديلم – حاليا موقع الساحة الحسينية تقريبا – و مهمتها هي انتاج كميات كبيرة من الكعك و الحلوى التي يتم توزيعها على عوام الناس و خواصهم قبل عيد الفطر بيوم واحد ، و كان من بين تلك الكعكات ما هو محشو بالدنانير الذهبية ، و قد أُطلِق على هذا النوع مسمى كعك “افطن له”

هبات الخلفاء من الدنانير

و المقصود هنا التحذير و لفت الانتباه حتى لا يبتلع أحدهم دينارًا مع كعكته ، و حقيقةً لم يكن الفاطميون أول من بدع حشو الكعك بالذهب فقد سبقهم الطولونيون ، لكن الدولة الفاطمية توسعت في هذا الأمر و خصصت له ميزانيات ضخمة ضمن بروتوكولات معقدة للاحتفالات الرسمية شملت نثر الذهب خلال المواكب و الأعياد ، بطبيعة الحال كان سكان القاهرة و الفسطاط الأوفر حظا في الحصول على هبات الخلفاء الفاطميين من الكعك و الحلوى و الدنانير.

كحك بالدنانير

و يجدر بمن يحدثنا عن سيف المعز و ذهبه أن يضيف للقائمة كعكه و حلواه ، فيكفي العلم بأن دار الفطرة بالقاهرة وحدها كان يعمل بها أكثر من مئة صانع و تستهلك أكثر من ألف أردب من الدقيق و سبعمائة قنطار من السكر لصنع كعك عيد الفطر – هذا بخلاف الحشو الذهبي – لنتعرف من خلال ذلك على طبيعة أدوات الدعاية الفاطمية و التي جعلتنا حتى يومنا هذا نربط بين الكعك و عيد الفطر ، و ان كان كعكنا اليوم لا يحوي دنانير ذهبية فعلينا أيضا أن نفطن له لأن الاكثار منه يسبب تلبكات معوية.

لمزيد من الموضوعات المشابهة يمكنك تصفح موقع المقتني العربي من الرابط التالي:

Previous articleنقود أنتينوبوليس التذكارية
Next articleذهب الفاطميين في رمضان
محمد عبد الحميد
مهندس مصري و باحث حر في تاريخ المسكوكات Egyptian engineer and freelance researcher in the history of coins