منذ صدورها، أخذت مجلة “المقتني العربي” علي عاتقها مهمة تحذير الهواة من اساليب التزييف فى عالم الهوايات مثل الطوابع والميداليات و كذلك فى مجال العملات المعدنية والذى انتشر به عدد من القطع المزيفة كتلك التي انتشرت لفترة علي المواقع الصينية الي جانب القطع التي تظهر علي ايباي من آن لأخر.
والتزوير كالحروب؛ كر وفر فنجد ان المزور يبتكر اسلوبا لخداع الهاوي ثم يتخذ الهاوي احتياطاته فيلجأ المزور لحيلة جديدة تخدع بعض الهواة حينا حتي تنكشف وهكذا … صراع أزلي بين الفريقين.
اليوم نتناول (من الناحية التقنية والفنية) حيلة ظهرت في الشهور الأخيرة بين صفوف هواة العملات المعدنية المقيمة المصرية والغرض من هذا العرض أولا وأخيرا لحماية هواية الملوك وليس التشهير بالأسماء .
القطعة المعروضة (وهي ١٠ مليمات ١٩١٦ دون حرف اتش حاصلة علي تقييم رائع بحق وهو ٦٤) عرضت علي موقع ايباي منذ بضعة اشهر وبيعت بمبلغ ٤٠٠٠$ أمريكي لأحد الهواة .. وعند الاستلام لاحظ الهاوي ان بالرغم من سلامة المحتوى الداخلي والخارجي للتغليف والكبسولة وسلامه الشهادة بالكشف علي رقمها في موقع الشركة (فهي بالفعل لقطعة ١٠ مليمات ١٩١٦ دون حرف اتش وحاصلة علي تقييم ٦٤ وهو اعلي تقييم لهذة القطعة) الا ان العملة نفسها تبدو مختلفه بعض الشئ عن تلك المعروضة في موقع الشركة اذ يبدو لونها داكنا … وعند فحص الظهر يظهر لنا حرف اتش يبدو ان احدهم حاول طمسه فيما سبق! هل اخطأت الشركة التقييم؟ يجوز، فالمقيم إنسان والإنسان كثيرا ما يخطئ، ربما كانت القطعة صنفت بدون اتش علي سبيل الخطأ؟ لكن لماذا تبدو بحالة اقرب ل AU 53 وهي حالة بعيدة كل البعد عن MS 64؟ وتم الإتصال بالشركة ومقارنة الصور – فالصورة اليمني من موقع الشركة بينما الصورة اليسري للعملة التي وصلت ليد الهاوي، وتم تسجيل عدة ملحوظات:
١) فالمخالب الاربعة الموجودة بالهولدر الداخلي والممسكة بالقطعة بها انثناء لا يحدث ابدا في الكبسولات الأصلية
٢) هناك اختلافات كبري عند اماكن احكام غلق الكبسولة “البرشمة” بين الصورة الموجودة علي الموقع والقطعة
٣) اختلاف تصميم الملصق الهولوجرامي كليا علي ظهر الكبسولة
٤) اختلاف العملة نفسها كما ذكرنا سابقا
٥) اختلافات عديدة اخري نفضل الاحتفاظ بها في الوقت الحاضر
وبعد مباحثات مع الشركة توصلنا لنظرية ربما تفسر ما حدث:
– البائع يمتلك قطعة حقيقية وأرسلها فعلا للتقييم وحازت علي درجة ٦٤. – عند عودة القطعة المقيمة للبائع كسر الكبسولة بشكل احترافي أو استخدام كبسولة مزيفة تشبة كبسولات NGC . – عند فتح الكبسولة تم استبدال القطعة الحقيقية بقطعة ١٠ مليمات اخري (بإتش وذات حالة ضعيفة لا تساوي اكثر من ١٥٠ دولارا علي اكثر تقدير) مع الاحتفاظ بالشهادة الأصلية والهولدر الداخلي إلخ. – يعاد “برشمة” الكبسولة بشكل جيد بحيث تبدو للوهلة الأولي سليمة تماما. – بينما يعيد البائع إرسال القطعة السليمة للتقييم مجددا. – يعرض العملة للبيع باستخدام صور القطعة الأصلية ومعتمدا علي ان اغلب الهواة -مع الأسف- يهتمون بالشهادة والدرجة اكثر بكثير من القطعة نفسها.
مع الأسف ظهرت اكثر من قطعة مصرية مزورة بهذا الشكل في الفترة الأخيرة الا ان الوضع العام لا يزال يعتبر جيدا وصحيا خصوصا بعد التعاون بين الهواة وشركات التقييم لحصر هذه القطع. وتناشد مجلة “المقتني العربي” السادة الهواة بالتدقيق في أي عملات المقيمة تم شرائها خلال الشهور الأخيرة ومقارنة العملة بصورتها الموجودة لدي شركة التقييم والتأكد من مطابقتها.