مسكوكات عسقلان عبر العصور

خلال هذا المقال سوف نستعرض نماذج مسكوكات عسقلان عبر العصور ،،، فلستو و هيلينستي و روماني و إسلامي.

تعد عسقلان من أكبر وأقدم مدن فلسطين على ساحل البحر المتوسط. تقع على بعد 65 كم غرب مدينة القدس. أسس الكنعانيون المدينة في الألف الثالث قبل الميلاد.

 

و نعرض هنا مسكوكة ضربت بعسقلان خلال النصف الثاني من القرن الخامس قبل الميلاد ، و هي مسكوكة جميلة و تحمل تأثيرات متنوعة

الفئة تترادراخم حسب المعيار الأتيكي.

 

التصميم العام يشابه تصميم مسكوكات أثينا، لكننا نلاحظ رمز عين حورس المصري على التصوير الجانبي لرأس أثينا على الوجه ، كما نلاحظ على الظهر حرفين (فينيقي – آرامي) هما أول و آخر حرف من اسم عسقلان.

 

كما نعلم فإن بدايات النقود الفيليستية بعسقلان كانت مثل غزة ، أولها متأثرا بنقود أثينا ثم تدريجيا يحل التأثير الكنعاني محل الآثيني ، و القطعة المعروضة تنتمي لفترة البدايات ، لكن كان من الطريف ظهور التأثير المصري كذلك.

حان الآن دور مسكوكات عسقلان عن الفترة الهلينستية فيما بعد الاسكندر الأكبر، ونستعرض نموذجين بطلميين ضربا بعسقلان.

 

ضربت خلال السنة الثالثة من حكم الملك بطليموس الرابع و التي توافق سنة ٢١٧ قبل الميلاد

 

الفئة تترادراخم حسب المعيار البطلمي

 

نرى على الوجه تصويرا جانبيا مزدوجا لكل من سيرابيس و إيزيس ، أما على الظهر فنلاحظ على يسار النسر علامة السك الخاصة بعسقلان و المكونة من حرفي ΑΣ و هما أول حرفين من اسم عسقلان باليونانية القديمة ΑΣΚΑΛΩΝΙΤΩΝ

 

ضربت سنة ٣٩ قبل الميلاد خلال حكم الملكة كليوباترا السابعة

 

الفئة تترادراخم حسب المعيار البطلمي

 

نرى على الوجه تصويرا جانبيا للملكة كليوباترا السابعة ، أما على الظهر فقد كتب باليونانية القديمة على الهامش بشكل دائري

ΙΕΡΑΣ ΑΣΥΛΟΥ ΑΣΚΑΛΩΝΙΤΩΝ

و تعني ( القداسة و المنعة لعسقلان)

أمامنا ست نماذج مسكوكات عسقلان ضربت خلال حكم الأباطرة أغسطس و فسبازيان و تراجان و أنتونينوس بيوس و إيلاجابالوس.

يهمنا هنا الكيفية التي كتب بها اسم المدينة حيث نلاحظ أن منطوق الاسم لم يتغير و اللغة المستخدمة هي اليونانية القديمة ، لكن رسم بعض الحروف يتبدل أحيانا،،

فمثلا حرف سيجما Σ أحيانا يرسم هكذا Ⳟ أو هكذا C

و حرف أوميجا Ω أحيانا يرسم هكذا Ⲱ

أما الاسم نفسه فقد ورد مختصرا ΑΣ أو ΑⳞ

و أحيانا شبه كامل ΑⳞΚΑΛΩ أو ΑCΚΑΛⲰ

و في بعض الأحيان كاملا ΑCΚΑΛⲰΝ و الذي ينطق بالعربية (أسكالون)

 

فيما يخص التصميمات نلاحظ تنوعا كبيرا بإصدارات عسقلان الرومانية ، لكن غالبا ما نرى تصوير الامبراطور أو الامبراطورة على الوجه و تصوير أحد المعبودات أو الرموز على الظهر و قد جاء تصميم الظهر بالقطع المعروضة على النحو التالي :

القطعة الأولى (مقدمة قارب فينيقي)

الثانية (المعبودة تيكي)

الثالثة (المعبودة تيكي)

الرابعة (المعبود بوسيدون)

الخامسة (المعبودان الشقيقان ديوسكوري)

السادسة (المعبود حربوقراط)

و كما نرى فالمعبودات بعضها شرقي و بعضها يوناني و بعضها مصري ، و لهذا دلالات قد يطول شرحها لكننا نقول بإختصار أن ثقافة المدينة اتسمت بالتنوع و الثراء …

نعرض هنا ثلاثة نماذج مسكوكات عسقلان لاصدارات نقدية إسلامية مضروبةبالمدينة ..

النموذج الأول

(فلس أموي) مغفل السنة ، يرجح أنه قد ضرب خلال نهايات القرن الأول الهجري ..
نقرأ على مركز وجهه “لا إله إلا الله وحده”
أما على مركز الظهر فنقرأ “محمد رسول الله”
و قد نقشت على الهامش بشكل دائري المأثورة التالية :
“ضرب بعسقلن فلسطين” متبوعة بتصوير مصغر لغصن الزيتون

النموذج الثاني

(فلس عباسي) مغفل السنة ، يرجح أنه قد ضرب خلال بدايات القرن الثالث الهجري ..
نقرأ على مركز وجهه “لا إله إلا الله وحده”
أما على مركز الظهر فنقرأ “محمد رسول الله”
و قد نقشت على الهامش بشكل دائري المأثورة التالية :
“بسم الله ضرب هذا الفلس بعسقلان”

النموذج الثالث

(دينار فاطمي) باسم الامام الآمر بأحكام الله ضرب بعسقلان في سنة ٥٠٣ للهجرة ..
نقرأ على مركز الوجه “الامام المنصور”
و على الدائرة الوسطى “أبو علي الآمر بأحكام الله أمير المؤمنين”
و قد نقش على دائرة الهامش الخارجي المأثورة التالية :
“بسم الله الرحمن الرحيم ضرب هذا الدينر بعسقلان سنة ثلث و خمسمائة”