بطاقة تذكارية في يوم المرأة العالمي: المرأة اللبنانية رائدة الفلكلور الشعبي
في يوم المرأة العالمي، (المصادف في 8 آذار/ مارس من كلّ عام)، وتحية من “جمعية بيت المصوّر في لبنان” لجهود المرأة المبذولة في كلّ اتجاه، لا سيّما في الاتجاه التراثي والفن الشعبي التقليدي والدبكة اللبنانية، تطلق في هذه المناسبة/ 8 آذار/ مارس 2021 طابعاً تذكارياً من نوع “سندريلا” بحجم بطاقة “مصمغة” قياسها: 8×11 سنتيمتراً. صمّم البطاقة ورسمها نقلاً عن صورة للفلكلور اللبناني كامل جابر. وسيصدر منها 500 بطاقة
ما كان الفلكلور اللبناني بتاريخه المسجل، فلكلوراً ذكورياً يقتصر على حلقات رجالية، إنما شكلت المرأة فيه نسبة المناصفة والتميز إن لم نقل أكثر.. والدبكة اللبنانية التي هي أساس هذا الفلكلور، كانت منتشرة في المناطق اللبنانية كافة، وكانت سيدة الساحات والبيادر، وكانت همزة وصل في لقاء العاشقين، يداً بيد وكتفاً إلى جانب كتف، وفي الهيصة ومطارحات الدلعونة..
وجاء الطرب الشعبي اللبناني، إلى جانب المسرح في أعمال كثيرين من الرواد، منهم الرحابنة وروميو لحود وزكي ناصيف ووليد غلمية وفرقة كركلا وغيرها من الفرق التي انطلقت في فترات متلاحقة، لتكرس فنّاً نعِمَ بشهرة عالمية وعربية، لعبت المرأة فيه دوراً ريادياً، إذ كانت سيدة الأعمال الفنَية والمسرحيَة والغنائيَة، من دون منازع في أحيان كثيرة، ونذكر هنا فيروز وصباح وسلوى القطريب وغيرهن، وبقيت حلقات الدبكة والرقص الشعبي لا تكتمل من دون المرأة، بلباسها المشتقَ من تراث اللباس اللبناني، المتطور في أعمال التصميم والإضافة، ليشكَل لاحقاً عموداً من أعمدة الفلكلور الشعبي.
وخشية اصطياد البعض في الماء العكر، لا بدّ من الإشارة إلى أن المرأة في لبنان أغنت الأعمال الثقافية والأدبية والروائية والإنسانية وحتى السياسية، وحققت الكثير الكثير من الشهرة والسمعة التي تخطت حدود الوطن إلى العربية والعالمية، ولا يمكن إلاّ توجيه التحية والتقدير إلى روح الأديبة املي نصرالله التي غابت عنا في مثل هذه الأيام، من ثلاث سنوات (13 آذار 2018).
اعتمد لباس المرأة اللبنانية في الفلكور الشعبي والزي التقليدي على ركنين أساسيين، العباءة والطنطور، إن لم نقل غطاء الرأس، وتمايز اللباس الفلكلوري بما دخل عليه من تصاميم وأعمال تطريز وإضافات جمّلته إلى حد الإبهار.
العباءة:
هي الزي التقليدي الخاصّ بالمرأة، سبقها لباس كان يتألف من سروال واسع وكنزة طويلة تطورت لاحقا وأصبحت عباءة. حتى اليوم، لم تخسر العباءة وهجها في لبنان على الرغم من تبدل طبيعة الحياة وإيقاعها. لا تزال تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الفلكلور الشعبي المحلي، وإن لم تتخلّف عن ركب الموضة العصرية، سواء لناحية التصميم أو القماش أو الألوان أو “الاكسسوارات” التي أدخلت عليها. خصوصا أنّها انتقلت من “التراث” لكي تصير لباساً تقليدياً لملتزمات بازياء دينية أو مذهبية محدّدة.
والعباءة في التاريخ اللبناني لها جذور قديمة جداً، إذ كانت الزيّ الرسمي لأميرات لبنان، اللواتي كنّ يحرصن على ان تكون عباءاتهنّ من الحرير المستخرج من دود القز، لينسج بعد ذلك على النّول. ولا تزال سيدات المجتمع يتباهين بإرتداء العباءة اللبنانية في مناسبات محدّدة.
الطنطور:
يدخل الطنطور في استعمالات النساء اللبنانيات ضمن المناطق الجبلية. وذلك باختلاف الانتماءات الدينية والمذهبية والعقائدية. فهو خاصّ بالمرأة المتزوجة من مختلف الأوضاع الاجتماعية. وهو انقرض بشكل تامّ وما عاد يلبس إلاّ لدى فرق الدبكة والتراث، خصوصاً في فرق “الزفّة” الخاصّة بحفلات الأعراس.
كان الطنطور يتلاءم من حيث ارتفاعه ومعدنه مع الأوضاع الاجتماعية وثراء العائلات. فالطنطور المصاغ من الذهب، غالباً ما يكون مرصّعاً بالأحجار الكريمة واللآلئ، وكان حكراً على بنات العائلات الثرية. بينما كانت النساء الأقلّ ثراءً يلبسن طنطوراً من الفضّة أو من الخشب.