نبذة عن البريد المصري
مكاتب البريد
عند وفاة “ميراتى” Meratti تسلم ابن اخية “تيتو تشينى” Tito Chini شئون شركة ال Posta Europea والذى ضم لنفسة ابن وطنة المدير الجهبذ “چياكومو موتزى” Giacomo Muzzi والذى ما نفك يفتتح المكاتب الجديدة الواحد تلو الاخر واستخدام احدث طرق المواصلات حتى انه استغل خط السكك الحديدية الرابط بين القاهرة والإسكندرية لنقل رسائله فور افتتاح كل مرحلة منة حتى وصل اخيرا للقاهرة عام ١٨٥٦، وتوسعت عمليات “موتزى” وحصل على مناقصة الحكومة لنقل البريد في مصر لمدة عشرة سنوات عام ١٨٦٢، الا ان المشروع لاقى نجاحا باهرا جدا مما أدى بالحكومة المصرية لشراء الشركة بكل لوازمها بشرط ان يبقى “موتزى” بك مديرا عاما لها وهو ما وافق علية الأخير حتى استقالته عام ١٨٧٦ وبعدها عاد الى وطنة ووافته المنية بمدينة فلورنسا يوم ١٢ مايو ١٨٩٨ عن عمر ناهز ال٧٧ عاما. ستبقى ذكرى الزجل خالدة في تاريخ مصر اذ إنه يعتبر أب البريد المصري المتطور بصورته الحالية.
هناك مواقف عديدة تثبت لنا مدى جدارة “موتزى” وكفائتة كمدير نذكر مثالا واحدا منها هنا، يحكى ان في احدى السنوات عندما كان فيضان النيل شديدا جدا مما أدى لقطع كل الاتصالات بين العاصمة والأقاليم، في وسط هذا كلة كان موظفو البريد المصري هم الوحيدون القادرون على تسليم الخطابات في أوقات منتظمة وبدقة عالية لم تحيد عنة ولا حتى مرة واحدة، وقتها كان ولى عهد المملكة المتحدة في زيارة لأعالي النيل وأبدى إعجابه الشديد بتفاني واخلاص البريد المصري الذى كان يجيء بخطاباته من إنجلترا كل مساء بل وأحيانا كان يصل بباخرته النيلية لكى ما يتفقد الحاميات الانجليزية على النيل فيجد الخطابات في انتظاره هناك، أي ان البريد المصري استطاع دوما سبق باخرته الانجليزية الحديثة! عند عودة ولى العهد للقاهرة طلب مقابلة هذه الشخصية الإدارية الناجحة وأعرب عن امتنان الحكومة البريطانية للبريد المصري وفى نهاية الزيارة أهداه خاتمة الشخصي كتذكار.
رئاسة البريد المصري
بعد استقالة “موتزى” ترأس البريد المصري السيد الفريد كايلار Alfred Caillard وهو اليوم مدير مصلحة الجمارك، وتبعة والتر هالتون باشا Walter Horton عام ١٨٨٠ وتلاه مدير المصلحة الحالي سابا باشا Saba والذي طبقت شهرته كإداري ناجح الافاق حتى تخطت حدود مصر لسائر الممالك، اليوم لا توجد دولة اخرى في العالم تملك نظام بريدي متطور ومتكامل يضاهى البريد المصري.
وبالرغم من هذه الشهادة الا إنه ايضا لا يوجد نظام بريدي في العالم كله يواجه صعوبات كالبريد المصري، فالمناطق المأهولة جميعها على ضفتي النيل العظيم والذي يثور كل عام جاعلا حتى ركوب المعديات القوية والجسور أمرا محفوفا بالمخاطر، وفى بعض المناطق الاخرى يتوجب حمل البريد في الأجواء المختلفة، مساحات شاسعة من الصحاري وفى مواجهة لهيب الشمس المحرقة والعواصف الرملية العنيفة او في أماكن السيول والتي تحول الطرق الصغيرة لبحار تصل الى وسط الانسان وهكذا.
ولكن هذا ليس كل شيء، فالمتاعب التي سببتها الطبيعة لا تقل ابدا عن المتاعب التي سببها الانسان للبريد المصري، اذ ان مصر اليوم تعتبر لوحة موزاييك رائعة من الشعوب والاعراق، ولهذا السبب على بوسطجي البريد المصري ان يقبل ويسلم خطابات بشتى اللغات المستخدمة في مصر الان، عربي وتركى وأرمني وهندي وجريجي وطلياني وفرنسي وإنجليزي وألماني وروسي ومالطي، كما يجب علية ان يتحاور بهذه اللغات بشكل لبق ومهذب، ومن المعروف ان أي شخص يتقدم لوظيفة بوسطجي في الحكومة المصرية يشترط علية إجادة ٣ لغات بحد أدنى: التركية والعربية والإنجليزية او الفرنسية، الا ان اغلبهم يعرف ٤ او ٥ لغات بدلا من ٣ فقط.
ذكرنا آنفا ان مصر اليوم تملك واحدة من أحدث النظم البريدية في العالم، فمكاتبها -والتي تخطت ١٧٠٠ مكتب ومحطة -أعظم شاهد على هذا والآن نثبت هذا بالأرقام:
لمزيد من الموضوعات المشابهة يمكنك تصفح موقع المقتني العربي من الرابط التالي:
مجلة الجمعية المصرية للطوابع
يوم البريد المصري 2021