قام قادة من الجيش العثماني أثناء المعركة الدائرة عام 1915م بإرسال صف الضابط “محمد مظفر” إلى إسطنبول من أجل تأمين إطارات للعربات التي ستُستخدم في نقل الجنود والمعدات إلى جبـهات القتال، وقد وجد “مظفر” الإطارات عند أحد التجار، وحين توجه مظفر إلى هيئة الأركان من أجل أخذ النقود لشراء الاطارات، قرأ ضابط الطلب الذي قدمه “مظفر” ثم رد عليه قائلا “أنا لا أجد نقودًا من أجل شراء حذاء لقدم الجندي، ومعطف لجسده، وأنت تتحدث عن إطارات عربات؟ فغادر لا يوجد نقود لطلبك”. وقد كان الجنود في الجيش العثماني يعيشون في حالة من التقشف نظرا للإحوال الإقتصادية السيئة نتيجة الحروب المتتالية في الدولة العثمانية .
غادر بعدها مظفر هيئة الأركان وذهب مباشرة إلى التاجر وقال له إن النقود ستكون جاهزة في الصباح، حيث قام بجلب أوراق من تلك التي تستخدم في الأوراق النقدية آنذاك، وزوّر ورقة نقدية من فئة 100 ليرة بواسطة حبر صيني وطلاء عمل عليها طوال الليل. وبعد حصوله على الإطارات قام بنقلها مظفر إلى ميناء سركجي، ومنها بالسفينة إلى جناق قلعة، ليقوم التاجر بعدها بعدة أيام بالذهاب إلى البنك ليكتتشف أن ورقة ال 100 ليرة مزورة حيث انتشرت القصة في إسطنبول، وليقوم عبدالحليم أفندي ابن السلطان محمد رشاد بالاعتذار للتاجر وتعويضه بإعطائه النقود، ويأخذ الورقة النقدية، والتي قام باهدائها لمتحف الأمن في مدرسة الشرطة بإسطنبول وتعرض حاليا في أنقرة .
المثير والطريف في هذه القصة أنه حينها في الدولة العثمانية كانت أكبر عملة فئة 50 ليرة لكن طمع التاجر لم يجعله يعير هذا الموضوع اهتماما أو يتسائل عنه؛ والجدير بالذكر أيضا أن صف الظابط محمد مظفر قد توفي بعدها بفترة بسيطة لكن بعد أن ترك ذكرى تخلد سوء الأوضاع الإقتصادية التي كان يعيشها جنود الجيش العثماني في ذاك الوقت !!
د/طارق البواب