مقدمة
في أغلب الأحيان نظن ان البشر هم ابطال كل القصص، سواء بالخير أو بالشر .. لكن احيانا ربما تكون للجماد قصته الخاصة به، ولو تكلم الجماد لسمعنا اغرب الحكايات وأعجبها! اليوم نسوق قصة “قطعتين” ونروي أحداثا جسيمة ربطتا بين مصر وألمانيا تاريخيا ولعبت هاتان القطعتان دور البطولة فيها …
الفصل الأول
يوليو 1940
العصا يبلغ طولها ٥٠ سم وقطرها ٣،٥ سم، مصنوعة من الفضة ومغطاة بالمخمل الأحمر الفاخر، تحتوي علي ٢٠ نسرا ألمانيا وكذلك ٢٠ صليبا معقوفا في تبادل جميل وجميعها مصنوع من الذهب الخالص، الطرفان يحملان حلقتان من الفضة منقوش عليهما اسم صاحبها والتاريخ بالذهب أما القاعدتان فمصنوعتان أيضا من الذهب ويحملان شعارا النسر والصليب النازي، صنعت علي يد امهر صاغة اوروبا وتكلفت حوالي ٦،٠٠٠ مارك (حوالي ٣٥ الف دولار أمريكي بمقاييس اليوم) … هذه العصا تمثل قمة المجد وحلم كل ضابط في القوات المسلحة الألمانية، الجيش الذي لا يقهر الذي انتصر علي اعتي جيوش أوروبا في أسبوعين فقط و …
فيما بعد، سيعود “فون براوشيتش” لدارة ولن يري وجة “هتلر” مرة ثانية قط، بعد سقوط ألمانيا تأتي قوات الحلفاء وتقبض علي الرجل العجوز وتدعه في معسكر اعتقال في “ويلز” بالجزر البريطانية، ويتوفي عن عمر ٦٧ عاما في ١٩٤٨ من مضاعفات نزلة شعبية حادة دون ان يعلم ان عصاه العزيزة الآن في حوزة ملك مصر، فاروق الأول!