كما ذكرنا كثيرا من قبل، المعلومة هي اهم سلاح يستطيع الهاوي ان يتسلح به … ولذلك تجدني احيانا اتعجب عندما اري هواة يمكنهم العمل بهذه الأسلحة ومع ذلك لا يستخدمونها مفضلين الإعتماد علي الغير.
خذ عندك مثلا هاتان العملتان التان صدرتا تخليدا لثورة ٢٥ يناير، القطعتان صدرتا بتقنية العملات المتداولة ولم تصدرا قط علي هيئة بروف والجميع يعلم ذلك، الا ان احد ضعاف النفوس قرر تغيير حالة السطح بإستخدام أدوات ومحاليل بسيطة (ليس مجالنا الآن) وتم إرسال القطع للتقييم لدي احدي الشركتين الكبريين، وتم رفضهما فتم إعادة الكرة وإرسالهما بضع مرات حتي فلتتا اخيرا وتم تقييمهما بالخطأ علي انهم بروف.
فعرضت القطع في السوق بمبلغ ضخم، وتم الاتصال بالشركة والتي تفضلت مشكورة بمراجعة القطع واتضح انها ارتكبت خطأ فعلا فألغت الشهادتين حماية للهواة. لكن بعدها بفترة أرسلت قطع مماثلة لشركة التقييم الأخرى والتي رفضتهما مبدئيا فأعيد إرسالهما حتي فلتتا مرة اخري وتم تقييمهما … وأيضا تم الاتصال بالشركة الثانية والتي تفضلت هي الأخرى مشكورة بإلغاء الشهادتين بعدما ادركت الخطأ. في كلتا الحالتين حاولت الشركات الاتصال بصاحب التقييم وإبلاغه بالإلغاء لكن مازالت تظهر القطع كل بضعه اشهر في موقع ايباي للبيع بسعر مبالغ فيه … فيتم الاتصال بإدارة قسم النميات بأيباي لإلغاء البند ويتم ازالته نهائيا كما ينبه الموقع صاحب البند ان المزاد تم إلغاؤه بسبب ان العملات المعروضة مزورة وينصح بتحري الدقة قبل عرض اي عملة مشكوك فيها …
بالطبع لا يفترض في الهاوي معرفة كل ما سبق فهذا ليس عمل الهواة. إنما عليه ان يعي ان العملات المصرية البروف معروفة تماما ومذكورة في الكتالوجات المحترمة ككتالوج المهندس مجدي حنفي والكتالوج العالمي، لذلك ففكرة ان تظهر عملات جديدة بروف لإصدارات قديمة هو امر مستبعد. (أنا شخصيا عرضت علي من قبل مجموعة كاملة -مزيفة- من فئة ال١ و ال٥ جنيهات بروف، بدأ من نصف جنيه الجلاء عام ١٩٥٦ وحتي اخر إصدار وكان اول ما لفت نظري في القائمة انها تخلو من النوادر ككأس العالم للناشئين إلخ، والقصة التي روت لي حينها ان المجموعة كانت ملكا لرجل عجوز افني عمرة في العمل في مصلحة سك العملة المصرية وكانت المصلحة تصنع عددا قليلا من هذه القطع الخاصة لكبار رجال الدولة وكان صاحبنا يسك لنفسه واحدة … وبعدما ادرك من العمر ارزله قرر بيع المجموعة كلها وكلف رجل طيب القلب ان يعمل كوسيط وينتقي هاوي محترم ليشتريها منه وكثر خيرة اختارني أنا!)
المهم ان هدف القصة ان علي الهاوي دائما وأبدا ان يراجع ارقام كل قطعة مقيمة من خلال موقع شركة التقييم (سواء NGC أو PCGS) قبل الشراء، وهي خدمة مجانية تهدف لحماية الهواة من التزوير.
لذلك نعود للقاعدة الذهبية في عالم العملات دائما: شركات التقييم والكتالوجات عوامل مساعدة وهي تعمل جاهدة حقا لحماية الهاوي، لكن عليك أولا يا عزيزي وقبل كل شئ مسؤولية ان تشتري العملة لا الهولدر دائما وأبدا.